في هذا المقال ما سيقلب أفكار الرجال رأساً على عقب. شكَّلت دراسة جادّة في هذا المجال مفاجأةً لقُرّائها، إذ كشفت أن الرجال الذين يشاركون في الأعمال المنزلية هم الأكثر سعادة. ماذا لو كان غسل الصحون يكفي لجعل الرجال يغرقون في السعادة؟
المساواة بين الجنسَيْن ليست بعد مسألة من الحاضر. على الرّغم من الحركات لتحرير المرأة التي بدأت من خمسين عاماً، لا يزال الرجال يشغلون أعلى المناصب في المجتمع، ويحظون بأعلى الرواتب لقاء عمل متساوي مع المرأة ويمضون وقتا أقل لأداء الأعمال المنزلية.
سنعطي هنا حجّة ستدفع الرجال للتغيير. ماذا لو اثبتت لهم العلوم الإحصائية أن المشاركة في الأعمال المنزلية ستجعلهم أكثر سعادة؟ هذا هو بالضبط ما قامت به هذه الدراسة. ولا يمكن أن نتهم الباحثين بتغيير نتائج هذه الدراسة إذ لم يتوقعوا هذه النتائج …
انعادم المساواة بين الرجل والمرأة
من الصعب كسر “الصور” النمطية الشائعة في المجتمعات. فبالرغم من أن المساواة بين الرجل والمرأة تنعكس بشكل أسهل في الخطابات اليوم مما كانت عليه منذ 50 عاما، فإن ذلك لا ينطبق دائما في الفعل. وقد حاولت دراسة شاملة نشرت نتائجها في كتاب بعنوان “Gendered Lives ” في نسخته الأصلية، دراسة الوضع في القارة الأوروبية . وكشفت هذه الدراسة أنه لا يزال هناك الكثير من العمل علينا القيام به للوصول إلى المساواة بين الجنسين . على المستوى المهني خاصةً. فالمرأة تجبر في بعض الأحيان على الاختيار بين حياتها المهنية و تكوين أسرة. فالصورة الشائعة لربة المنزل الجدية والرجل الذي يعمل بكدٍ لإطعام أسرته لا تزال جد سائدة، حتى في لاوعي الناس أحياناً. والأرقام تتحدث عن نفسها في المملكة المتحدة، حيث 40٪ من النساء يعملن بدوام جزئي مقابل 10٪ من الرجال فقط.
كما أن أوجه اللامساواة تظهر أيضاً في المنزل. فقد كشف ال INSEE في جدوله للعام 2009-2010 أن مساهمة الرجال في الأعمال المنزلية لا تتعدى الساعتين والأربع وعشرين دقيقة في اليوم الواحد، وهو رقم لم يتغير منذ 10 اعوام، في حين أن المرأة تنفق يوميا ثلاث ساعات و إثنين وخمسين دقيقة، وهو رقم عرف إنخفاض طفيف في السنوات الأخيرة. فهل يمكننا القول أن الوضع لا يتغير؟
كيف نجعل الحياة الزوجية سعيدة؟
قد تكون هذه الدراسة مناسبة لابتهاج الجنس اللطيف. فتوضح جامعة كامبردج العريقة (University Of Cambridge) أن الدراسة المذكورة تركز على رفاه الرجال بالمقارنة مع الوقت الذين يقضونه على الأعمال المنزلية مثل الطبخ وغسل الصحون، والتسوق، أو القيام بالأعمال المنزلية و صيانة المنزل.
على عكس ما كان متوقعاً، فإن رجال ألمانيا والدنمارك وفرنسا وبريطانيا العظمى، والنرويج، وهولندا، والسويد يقولون انهم يشعرون براحة أكبر وضغط أقل عند المشاركة في المهام المنزلية. وهم إذاً أكثر سعادة!
ما هو مفتاح هذه السعادة؟ هل هو نقع ممسحة في دلو من الماء؟ أم رائحةٍ مغرية لوجبة أخذنا وقتنا في اعدادها؟ وفقا للعلماء، هنالك تغيير في السلوكيات يندرج في عقول الناس، كما بدأ الرجال يشعرون بالذنب عند مشاهدة زوجاتهم يقمن بمعظم العمل.
من ناحية أخرى، يتجرأ عدد أكبر من النساء بالمطالبة بمعاملة عادلة، بفعل التغييرات الإجتماعية الحاصلة. كما لم يعد الرجال يعانون من غضب زوجاتهم. السر إذاً أقل من الشجار والغضب، أكثر من الهدوء! أصبح بإمكان الجميع العيش بسلام. أصبحت الأعمال المنزلية مهمة مشتركة لسعادة متقاسمة .
عموما، يهدف هذا الكتاب الى اظهار تأثير الخطاب الثقافي والمجتمعي في تنفيذ المساواة بين الرجل والمرأة. وبهذه الطريقة مثلاً، يتم تقليل الفجوة تدريجيا في الدول الاسكندنافية حيث يدعو المجتمع منذ سنوات عديدة للحد من الفرق بين الجنسين.
قد تقوم الأجيال القادمة بمحو قرون من الصور والأفكار الشائعة. لكن من سيكون وراء ذلك: رجل أو امرأة؟
المصدر: www.futura-sante.com ترجمة ميريام فياض- فريق عمل مترجم
نقاش
Powered by Facebook Comments