أعاد باحثون رسم بعض تطورات الغلاف الجوي بفضل متحجرة من قطرات الماء, تعود إلى 2,7 مليار سنة.
منذ 2,7 مليار سنة, كان لمعان الشمس أقل بنسبة ثلاثين بالمئة منه في أيامنا, بحيث أن درجة الحرارة على سطح الأرض كانت دون درجة الصفر المئوية.ّ
بالرغم من ذلك, يملك الجيولوجيون الدليل على أنه وجدت في تلك الحقبة مياه سائلة في كوكبنا.لتفسير هذه النظريّة, وضع العلماء فرضيتين. إما أن الغلاف الجوي للأرض كان أكثف بكثير أو أن تركيز انبعاثات غازات الاحتباس الحراري فيه كان أعلى, وهذا موضع شك كبير حاليا.
إنّ الحقيقة قد تكون بين التفسيرين…كيف نعرف؟؟
بدأ باحثون أمريكيون من جامعة واشنطن, متخصصون في علوم الأرض وعلم البيولوجيا الفلكية, بالبحث عن الإجابة في متحجرات تعود لقطرات مطر هطلت خلال تلك الحقبة.وقد اختاروا دراسة صخور بركانية مكتشفة في جنوب أفريقيا تعود إلى 2,7 مليار سنة.
كانت الفكرة بسيطة, كلما واجهت قطرة ماء غلافا جويا أكثر كثافةً, كان عناؤها أكبر في عبوره. لذلك وجب التوصل إلى تحديد سرعة ارتطام هذه القطرات بالأرض. لتكوين فكرة عن ذلك, اهتم العلماء بحجم أثر الإرتطام المرتبط بحجمالقطرات وسرعة سقوطها, و الضغط الجوي المرتبط بكثافة الغلاف الجوي.
مسألة حجم..
بدأ العلماء بإسقاط قطرات ماء بأحجام مختلفة على صخرة بركانية مطابقة, ثم قارنوا آثار القطرات بمتحجرات جنوب أفريقيا.
قطرات الماء الأكبر حجماً التي تتمكن من السقوط على الأرض يبلغ قطرها حوالي ستة مليمترات كحد أقصى,كما تبلغ سرعة سقوطها حوالي 9 أمتار بالثانية.
لو كان الغلاف الجوي في الحقبة التي تنتمي إليها متحجرة جنوب أفريقيا أكثف بكثير منه في أيامنا, لكان أثر إرتطامها على الصخرة أصغر.
باختصار, الآثار الأكبر الموجودة على المتحجرة من المفروض أن تكون أصغر من تلك على العينة التي أعدها فريق سانجوي سوم.
- النتائج:
بالاستناد إلى حسابات الباحثين الّتي نشرت مؤخرا في مجلة نايتشر, الضغط الجوي في حقبة المتحجرة لا يمكن أن يكون أكثر من ضعفي الضغط الجوي في أيامنا. بل المكتمل أن انه كان مساويا تقريبا, أو في الواقع أقل منه في أيامنا.
وعليه, فإن وجود مياه سائلة قبل 2,7 مليار سنة أمر ممكن لا بسبب الغلاف الجوي الأكثر كثافةً, بل بفضل كثافة كبيرة لغازات الاحتباس الحراري, التي لم تكن دوما كارثية النتائج.
هذا المعطى سوف يكون عظيم الفائدة في البحث عن كواكب أخرى مؤاتية لنشوء الحياة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: www.lepoint.fr/science
ترجمة : رامي سلامي من لبنان ـ فريق عمل مترجم
نقاش
Powered by Facebook Comments