ترجمة : فاطمة محمد من فلسطين – فريق عمل مترجم
خوسيه أورتيغا إي غاسيت
*يتبع هذا الاسم تقاليد التسمية الإسبانية: أورتيغا اسم العائلة من جهة الأب وغاسيت اسم العائلة من جهة الأم.
خوسيه أورتيغا إي غاسيت . José Ortega y Gasset بالإسبانية [xo'se oɾ'tega i ga'set] ( 9 أيار- مايو 1883)/ ( 18تشرين الأول- أكتوبر1955). هو فيلسوف وكاتب مقالات إسباني لبيرالي, عمل خلال النصف الأول من القرن العشرين أثناء تأرجح إسبانيا بين الحكم الملكي والجمهوري والدكتاتوري. كان مع فريدرك نيتشة من دعاة فكرة المنظورية perspectivism الذي كان امناويل كانط رائدها في الفكر الأوروبي.
السيرة الذاتية
ولد خوسيه أورتيغا غاسيت في مدريد في (9أيار/مايو 1883), وكان والده مدير لصحيفة El Imparcial والتي تعود ملكيتها لعائلة أمه دولوريس غاسيت. والتي كانت عائلة ليبرالية و متعلمة من برجوازي إسبانبا في نهاية القرن. وقد أثرت التقاليد الليبرالية والصحفية لعائلة أورتيغا غاسيت في نشاطاته السياسية.
تلقى أورتيجا تعليمه في البداية على يد الآباء اليسيوعيين لسان استانيسلاو في ميرافلوريس ديل التو, ملقا Miraflores del Palo, Málaga (1891–1897). والتحق بجامعة ديوستو, بلباو Deusto, Bilbao (1897–98) وبدائرة الفلسفة والآداب في جامعة مدريد المركزية (حاليا جامعة كومبلوتنس مدريد Complutense University of Madrid) حيث تلقى شهادة الدكتوراة في الفلسفة. وبين الأعوام (1905-1907) أكمل دراسته في المانيا, لايبتسش, نورمبورج , برلين, وماربورغ على وجه الخصوص. ففي ماربورغ, تأثر بكانطية هرمان كوهين الجديدة وبول ناتورب وغيرهم.
عند عودته إلى إسبانيا عام (1908) عّين أستاذا ًفي علم النفس, والمنطق, والأخلاق بكلية Escuela Superior del Magisterio de Madrid. وفي (تشرين الأول/ أكتوبر عام 1910) تم تعيينة استاذاً للميتفزيقيا في جامعة كومبلوتنسي بمدريد Complutense University of Madrid, حيث احتل المقعد الشاغر الذي احتله نيكولاس سالميرون سابقاً.
وفي عام (1917), شارك في صحيفة El Sol, حيث نشر سلسة مقالات من عمليه الرئيسيين إسبانيا اللافقارية (España invertebrada) وثورة الجماهير (La rebelión de las masas) العمل الذي جلب له الشهرة العالمية.
وأسس مجلة الغرب Revista de Occidente عام (1923) وبقى مديرها حتى عام (1936). وعزّز هذا المنشور التعريف بأهم الشخصيات والإتجاهات الفلسفية والتّعقيب عليها. وشمل ذلك أوزوالد شبلنغلر , وجوان هويزنغا, وادموند هوسرل, وجورج سيمل, وجاكوب فون اوكسكول, وهاينز هيموسوث, وفرانز برنتانو, وهانس درايش, وأرنست مولر, والكسندر بفاندر, و بيرتراند راسل.
وانتخب نائباً عن محافظة ليون في الجمعية التأسيسة للجمهورية الإسبانية الثانية, وكان قائداً لمجموعة برلمانية تسمى “في خدمة الجمهورية” La Agrupación al servicio de la república, ولكنه سرعان ما ترك السياسة خائب الأمل. وغادر إسبانيا بعد اندلاع الحرب الأهلية قاضياً سنين في المنفى في بيونس أيرس في الأرجنين حتى عودته لأوروبا عام (1924). واستقر في البرتغال في منصف عام (1945) وبدأ بالقيام بزيارات قصيرة ألى اسبانيا. وفي عام (1948) رجع إلى مدريد حيث أنشأ معهداً للعلوم الإنسانية وحاضر فيه.
فلسفته
للفلسفة وظيفة هامة حسب أورتيغا غاسيت تتمثل بفرض حصارٍ على المعتقدات السابقة لتعزيز أفكار جديدة لتوضيح الحقيقة. ولتحقيق مهمة كهذه, يجب على الفيلسوف, كما أشار هوسيرل, أن يترك وراءه كل التحيزات والمعتقدات السابقة والبحث عن الحقيقة المهمة للكون. و أشار غاسيت أنه يحب أن تتغلب الفلسفة على قيود كلٍ من المثالية (التي تقضي بأن الحقيقة يتمحور حول الأنا) وواقعية القرون الوسطى القديمة (التى تقضي بأن الحقيقة تقع خارج الكائنات) ومن أجل التركيز على الحقيقة الصادقة (“حياتي”- حياة كل شخص). و أضاف أنه لا وجدود لي أنا بدون أشياء, والأشياء بدوني لاشيء. “أنا” الإنسان لا يمكن أن أنفصل عن “الظروف” (العالم). وقد قاد هذا أورتيغا غاسيت لإطلاق قوله الشهير ” أنا هو أنا بالإضافة إلى ظروفي).
أن العبارة الديكارتية “أنا أفكر إذن أنا موجود” غير كافية لتفسير حقيقة الواقع حسب أورتيغا غاسيت وكذلك حسب هورسل. ولذلك يضغ الفليسوف الإسباني نظاماً يكن فيه الواقع الأساسي أو “الجذري- الراديكالي” هو “حياتي” (the first yo) والذي يتكون من “أنا” (the second yo) , و”ظروفي” (mi circunstancia). ولأن هذه الظروف قمعية فهناك تفاعل جدلي مستمر بين الفرد والظروف المحيطة به ونتيجة لذلك; فالحياة عبارة عن حالة قائمة بين الحاجة والحرية.
وبهذا المنطق, كتب أورتيغا غاسيت أن الحياة قدر وحرية في نفس الوقت, والحرية هي أن تكون حراً في حدود قدرٍ معين. فالقدر يعطينا مرجعاً من الاحتمالات الحاسمة وبذلك امكانية مصائر مختلفة. نحن نقبل القدر ونختار من خلاله مصيراً واحداً. وبهذا المصير المرتبط بنا يجب علينا أن نكون فاعلين لتقرير وخلق “مشروعاً للحياة” وبذلك لا نكون مثل أولئك الذين يعيشون حياة تقليدية طبقاً للعادات والنظم و يفضلون حياة لا مبالاة بسبب خوفهم من مهمة اختيار مشروعٍ لحياتهم.
وقد رفض اورتيغا غاسيت جملة ديكارت “أنا أفكر إذن أنا موجود” بسبب فلسفته المرتكزة حول الحياة وقد أكد أنه ” أنا أعيش, إذن أنا أفكر”. وهذا جذر منظوريته المستلهمة من كانط الذي طورها بدوره بإضافة طابع غير نسبوي لا توجد فيه الحقيقة المطلقة وإنما يتم الحصول عليها من مجموع وجهات النظر, لأنّ الحياة تتخذ طابعاً ملموساً لكل انسان والحياة نفسها أساسية يجب على أي نظام فلسفي أن يُستمد منها.
وبهذا المعنى, صاغ أورتبغا غاسيت مصطلحي “razón vital” (“العقل الحيوي” أو “العقل القائم على الحياة”) الذي يدافع باستمرار عن الحياة التي انطلق منها و”raciovitalismo”"الحيوية العقلانية” وهي نظرية قائمة على المعرفة بالحقيقة الرديكالية للحياة والتي يشكل العقل أحد مكوناتها الرئيسية. ويبتعد نظام التفكير هذا, الذي ذكره غاسيت في كتابه التاريخ كنظام, عن مذهب نيتشة الحيوي الذي تستجيب فيه الحياة للدوافع, فعند غاسيت العقل حاسم لخلق وتطوير مشروع الحياة المذكور أعلاه
العقل التاريخي Razón Histórica
إن العقل الحيوي عند أورتيغا غاسيت هو “تاريخيٌ” أيضا لأن الأفراد والمجتمعات غير منفصليين عن ماضيهم. فأشار دلتاي أنه إذا أردنا فهم الواقع فعلينا فهم التاريخ أيضاً. وبكلمات أورتيجا أن البشر لا يوجد لهم “طبيعة معينة, وإنما تاريخ” ولذلك لا يجب التركيز على (الثابت) وإنما ما يصبح (الديناميكي).
تأثير أورتيجا غاسيت
كان تأثير أورتيغا غاسيت كبيراً, ليس بسبب الإعجاب الكبير بكتاباته الفلسفية فحسب وإنّما أيضاً بسبب أن هذه الكتابات لا تتطلب من القارئ دراية جيدة بالفلسفة التقنية لفهمها. ومن ضمن من تأثروا بأورتيغا غاسيت لويس بونبيل, ومانويل غارسيا مورتيني, و خواكين سيراو, وكزافييه زبيري, وإغناثيو إياكوريا, و أيميليو كومار, وخوسيه غاوس, ولويس ريكاسينس, ومانيويل عرانيل, وغرانسسكو أيالا, وماريا زامبرانو, وأوعسطين باسافي, وماكسيمو إتشيكوبا, بيدرو لاين انترالغو, وخوسية لويز لوبيز-أرانغورين, وجوليان مارياس, وجون لوكاتش, وبيار بورديو, وباولينو غارغوري.
وأثر أورتيغا أيضا على الوجودية وأعمال مارتن هيدغر. وكذلك أطلق مزارع العنب الألماني هانس برايدير اسم أورتيغا على نوع من أنواع العنب لتكريمه. واعترف الفيلسوف الأمريكي غراهم هارمان أن أورتيغا شكّل مصدر إلهام لأنطولجيته (علم الوجود) موضوعية (موضوعاتية) التوجه Object Oriented Ontology.
ترجم كتاب ثورة الجاهير إلى الإنجليزية مرتين. الأولى عام 1932 بواسطة مترجم/ مترجمة دون ذكر الأسم . ومتعارف عليه/عليها بشكل عام بجي.آر كاري J.R. Carey. والترجمة الثانية نشرت بواسطة جامعة نوتردام للصحافة عام 1985بالتعاون من دار النشر W.W. Norton & Co.وتمت هذه الترجمة بواسطة المترجم أنتوني كريجان والمحرر كينيث مور ومقدمة لشاؤول بيلو.
ترجم المترجم ميلدريد آدمز الجزء الرئيسي من أعمال أورتيغا غاسيت بما في ذلك: “إسبانيا اللافقارية”, و”الإنسان والأزمات”, و”دروس في الميتافزيقيا”, و”فكرة المبدأ عند لايبنتز وتطور النظرية الإستنتاجية”, و”تفسير للتاريخ العالمي”.
تأثيره على مجموعة جيل27
أثّر أورتيغا غاسيت على شعراء جيل27 الذين ظهروا في الأدب الإسباني في العشرينيات من القرن العشرين.
أعماله
تتكون الكثير من أعمال أورتيغا غاسيت من محاضرات نشرت غالباً بعد وفاته. وتذكر القائمة اللاحقة أعماله مرتبة ترتيباً زمنياً حسب وقت كتابتها وليس وقت نشرها:
• Meditaciones del Quijote : تأملات في كيشوت 1914))
• Vieja y nueva política : السياسة القديمة والجديدة (1914)
• Investigaciones psicológicas : أبحاث نفسية, مساق قُدِّم في (1915-16) ونشر عام (1982)
• Personas, Obras, Cosas : الناس والأعمال والأشياء. مقالات كتبت عام (1904-1912) ونشرت عام (1982) : “رينان” Renan, و”آدم في الجنة” Adán en el Paraíso, و”علم التربية (بيداغوجيا) كبرنامج سياسي” La pedagogía social como programa político و”مشاكل ثقافية” Problemas culturales, الخ.. نشرت عام ( 1916 )
• :El Espectador المشاهد, 8 مجلدات نشرت بين (1916-1934)
• España Invertebrada : اسبانيا الافقارية (1921)
• El tema de nuestro tiempo : موضوع زماننا (1923(
• Las Atlántidas: اتلانتس (1924(
• La deshumanización del Arte e Ideas sobre la: تجريد الفن من السمات الإنسانية وأفكار حول الرواية (1925(
• Espíritu de la letra روح الرسالة (1927)
• Mirabeau o el político : ميرابو أو السياسة (1928-1929 )
• ¿ Qué es filosofía?: ما هي الفلسفة؟ مساق نشر بعد وفاته عام (1957)
• Kant: كانط (1929-1931)
• ¿Qué es conocimiento? : ما هي المعرفة؟ نشر عام (1984), تغطية لثلاث مشاقات دُرّست في (1929), و (1930), و(1931)
• La rebelión de las masas: ثورة الجماهير(1930)
• Rectificación de la República; La redención de las provincias y la :decencia nacional تصحيح الجمهورية: استرداد المحافظات والنزاهة الوطنية (1913)
• Goethe desde: غوتة من الداخل (1932)
• Unas lecciones de metafísica : بعض الدروس في الميتفيزيقيا, مساق اعطي عام (1932-1933) ونشر عام (1966 )
• En torno a Galileo: حول غاليلو مساق اعطى عام (1933-1934). نشرت اجزاء منه عام (1942) تحت عنوان “لمحة عن للأزمة”، ونشرت ترجمة ميلدريد آدامز في عام ( 1958) بعنوان “الإنسان والأزمات”
• Prólogo para alemanes: مقدمة عن الألمان, مقدمة للنسخة الالمانية الثالثة من “موضوع زماننا. منع أورتيغا غاسين نفسه نشرها بسبب احداث ميونخ عام (1934). ونشرت اخيرا في اسبانيا عام (1958)
• History as a system : التاريخ كنظام نشرت بالانجليزية لاول مرة عام (1935). ونشرت عام (1941) بالاسبانية تحت عنوان Historia como sistema مع إضافة مقالة “الإمبرطورية الرومانية لها”
• Ensimismamiento y alteración. Meditación de la técnica: صناعة التشابه والتغيير: تأملات في التقنية (1939)
• Ideas y Creencias : أفكار ومعتقدات حول السبب التاريخي مساق دُرّس عام (1940), بيونس آيرس, ونشر عام (1979)
• Teoría de Andalucía y otros ensayos • Guillermo Dilthey y la Idea de vida: نظرية الأندلس ومقالات أخرى: فلهلم دلتاي وفكرة الحياة (1942)
• Sobre la razón histórica عن العقل التاريخي, مساق درس في لشبونة عام في (1944) ونشر عام (1979) جنباً الى جنب مع مع “الأفكار والمعتقدات”
• Prólogo a un Tratado de Montería: مقدمة لمقالة عن الصيد ونشرت بشكل منفصل بعناون “تأملات في الصيد” وقد وضعت كمقدمة لكتاب كاونت ايبس عن الصيد نشر عام (1944)
• dea del Teatro. Una abreviatura: فكرة المسرح, نسخة مختصرة, محاضرة أعطيت في نيسان/ ابريل (1946) في لشبونة, وفي مايو/ أيار في مدريد ونشرت عام (1958)
• La Idea de principio en Leibniz y la evolución de la teoría deductiva: فكرة المبدأ عن لايبتنز وتطور النظرية الاستنتاجية (1947) نُشر عام (1958)
• :Una interpretación de la Historia Universal. En torno a Toynbeeتفسير لتاريخ العالم: حول توينبي (1948) نشر عام (1960)
• :Meditación de Europa تأمل في أوروبا محاضرة أعطيت في برلين عام (1949) تحت عنوان De Europa meditatio quaedam باللغة الاتينية ونشرت عام (1960) مع كل أعماله السابقة الغير منشورة
• :El hombre y la gente الإنسان والناس مساق أعطى عام (1949-1950) في معهد العلوم الانسانية ونشر عام (1957)
• Papeles sobre Velázquez y Goya: أوراق عن فيلاسكيز و غويا (1950)
• Goya: غويا (1958)
• Pasado y porvenir para el hombre actual : ماضي ومستقبل إنسان اليوم, نشرت عام (1962) مع مجموعة محاضرات دُرّست في ألمانيا, وسويسرا. وبريطانيا في الفترة بين (1951-1954)
• Velázquez : فيلاسكيز (1959)
• Origen y epílogo de la Filosofía: منشأ الفلسفة وخاتمة لها (1960)
• La caza y los toros: الصيد ومصارعة الثيران (1960)
• Meditations on Hunting: تأملات في الصيد ترجمها الى الانجليزية هاورد بي ديستكوت- المنطق الأخلاقي والأسباب الكامنة وراء الصيد(1972) .
تدقيق : هنادي العنيس فريق عمل مترجم
نقاش
Powered by Facebook Comments