
- فى دراسة أُجريت حديثاً, قال علماء معهد التكنولوجيا بكاليفورنيا أن التّحكّم فى الإشعاع الشّمسى الصّادر من الشّمس ( تخفيف الآشعة عن طريق عكس بعض منها الى الشّمس مرّة أخرى ) قد يُستخدم لإعادة المناخ مرّة أخرى إلى مستوياته الطّبيعيّة. وطبقاً لما جاء فى الدّراسة, بتخفيف آشعة الشّمس بنسبة 5%, فسوف يتم إنقاذ كل كميّة الجليد فى منطقة القطب الشّمالى من الذّوبان والإنهيار.
- فى الحقيقة, لقد حدثت هذه الطّريقة من قبل. ققى عام 1991, فى بركان Pinetubo فى الفلبّين, حدثت واحدة من أقوى الإندلاعات والثورانات فى القرن العشرين. وقد نتج عن هذا الثوران حقن وضخ حوالى 20 مليون طن من مادّة ثانى أكسيد الكبريت فى طبقة الستراتوسفير فى الغلاف الجوّى مؤدياً لتقليل بنسبة 4% من الآشعة التى وصلت الأرض فى النصف الأول من عام 1992. وقد كانت درجات الحرارة فى هذه الفترة أقل من المعتاد.
- يقول ماكمارتن, أحد المشاركين فى الدّراسة, ” نحن ندرك حقيقة أنّ الهندسة المناخيّة ستقوم بتبريد الكوكب بدليل ما شهدناه بعد بركان pinetubo , ولكن قد تكون هناك عواقب أخرى للأمر. وهذه العواقب ليست جيدة مثل خفض الإنبعاثات فى المقام الأول, ولكن بالنّظر إلى ما سنكون عليه, قد يكون هذا هو الحل الوحيد.
- إن العبث بكيمياء الغلاف الجوّى للأرض يعد, بالطّبع , أمراً محفوفاً بالمخاطر. معظم المحاولات السابقة لنمذجة وتطبيق الهندسة المناخيّة أخذت فى الإعتبار حقن وتوزيع الهباء بنسب ثابتة فى طبقة الستراتوسفير, مما يعنى تأثر مناخ الأرض بشكل صعب توقّعه. فعند وضع مركبات كيميائية فى طبقة الستراتوسفير فمن الممكن حدوث ثقب فى طبقة الأوزون, كما حذّر العلماء. قد يتسبّب أيضاً فى تغيّرات غير مرغوب فيها فى أنماط هطول الأمطار.
- أثناء الحرب الباردة, تطلّعت الولايات المتّحدة لإستخدام الطّقس كسلاح, بينما حاول الإتّحاد السّوفيتى جعْل سيبريا مكان قابل للإقامة, بالرّغم من عدم نجاح تجاربهما. فى عام 2009, فى واحدة من أولى تجارب الهندسة المناخية كحل لمشكلة تغيّر الطّقس, قام عالم روسى بوضع مولّد هباءات على طائرة هيليكوبترليقيس مقدار الإنخفاض فى آشعة الشّمس.
- وفى مقترحاته الأخيرة, يقول ماكمارتن أنه إذا استُهدفت أجزاء معيّنة من الغلاف الجوّى مثل منطقة نصف الكرة الشّمالى, فسوف تقل التأثيرات على بقية الأرض. ومن المحتمل أن يتم إرسال الهباء الى الستراتوسفير عبر طائرات تحلّق على إرتفاعات أكبر من الطائرات القياسية . وقد بات بإستطاعة العلماء أن بتحكّموا بالمدّة التى يبقى بها الهباء فى الجو عن طريق معرفة الإرتفاع الذى سيُطلق فيه الهباء.
- ويتساءل ماكمارتن ” هل يمكننا فعل ذلك بطريقة لاتحل كل المشاكل, ولكن على الأقل تخفّف من حدّة بعضها؟؟” .
- هذا بداية صغية للتّنفيذ, فمن الناحية التقنية, يقول ماكمارتن “يمكن حقن الهباء وإرساله لنصف الكرة الشّمالى أثناء فصل الصّيف وأن الهباء سوف يتيدّد بشكل طبيعى بعد أشهر قليلة. نحن لا نعرف العواقب التى ستنتج من هذه الفعلة, ولكننا أيضاً لا نعرف العواقب التى ستنتج من عدم تنفيذها. يبدو أنه من المحتمل أننا سنجد أنفسنا فى موقف بحيث تكون عواقب عم تطبيق الطّريقة وخيمة وسنشعر بأننا مضطرّين لتنفيذها ولكنه بالتأكيد سيكون أمراً صعباً على من يقرّر تنفيذها من عدمه. “
- يقول مكمّلاً ” كنّا نأمل جميعاً بأن يتم هذا القرار بتوافق عالمى فى الآراء, وكن هذا الأمر رخيص التّكلفة بما يكفى لجعل دول معيّنة تتّجه لتنفيذه دون الإهتمام بباقى الآراء. من الصعب تصور ردود الأفعال عند تنفيذ أحدهم لهذا الأمر وحده.”
- هناك أيضاً خطر يلوح فى الأفق, وهو خطر التمادى فى تنفيذها. فلو قام أحدهم بتنفيذ هذه الطّريقة وتخفيض نسبة آشعة الشّمس القادمة للأرض أقل من اللّازم, فسيكون لها عواقب وخيمة على المناخ العالمى. هذا يستحضر مشاهد من فيلم الأشرار وآلات التّجميد مع وجود شخص بدوافع كافية, ربما يمكنهم فعل ذلك.
- ويعلق ماكمارتن على هذا الأمر قائلاً ” يمكنك أيضاً تخيّل بعض سيناريوهات فيلم جيمس بوند حيث يقول الأشرار” إذا لم تفعلوا ما أطلب, فسأقوم بتجميد الكوكب”. تقنياً, هذا ممكن الحدوث لكن حقيقةً, لا داعى للقلق من شئ كهذا”.
نقاش
Powered by Facebook Comments