ترجمة : Fadi Syr – فريق عمل مترجم
يمكن للبكتيريا المسببة للأمراض أن تلحق الضرر و تقتل الخلايا البشرية بطرق مختلفة، لكن أكثر الطرق شيوعاً هي إنتاج جزيئات سامة. تصنع هذه الجزيئات الصغيرة داخل الخلية البكتيرية، تبنى السلسلة البروتينية (التي لها تأثير سام على جسم الانسان) بإستخدام قالب الحمض النووي (DNA) ومن ثم يعديل في كثير من الأحيان داخل الخلية قبل أن يفرز مباشرة في خلايا الإنسان. جرت دراسة حديثة في مسببات الأمراض “PLoS Pathogens” ركزت على بعض من هذه الجزيئات السامة التي تنتجها “C. difficile” (نوع من البكتيريا يسبب الإسهال الشديد و أمراض معوية أخرى)، وهو عامل ممرض يصيب القولون (الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة) ويظهر مستويات مثيرة للقلق من مقاومة المضادات الحيوية.
تنتج بكتيريا “C. difficile” اثنتين من الجزيئات السامة الرئيسية، سميت ب “TcdA ” و “TcdB”. تؤدي هذه السموم إلى إفراز السوائل، والإلتهابات، و تلف أنسجة القولون المرتبطة بالعدوى البكتيرية. يدخل كل من السمين إلى خلايا الإنسان ويعطيل البنية الداخلية، فتبدو الخلية تحت المجهر كبقعة لزجة و مستديرة. كلا السمين قادران على تفعيل موت الخلية المبرمج “apoptosis” (موت الخلية المبرمج، يتم تفعيله عندما تصل الخلية الحية إلى مرحلة من الهرم تستلزم التخلص منها)- المسار الداخلي الذي تستخدمه الخلية لقتل نفسها، لكن اظهرت بعض الدراسات أن الخلايا تميل إلى تدمير نفسها “necrosis” (نخر: الموت المبكر لخلايا الجسم الحية، يحدث نتيجة أسباب خارجية كالسموم) عندما تتعرض لتراكيز عالية من ” TcdB ” دون استخدام مسار الموت المبرمج “apoptotic “.
تتم معالجة جزيء “TcdB” داخل الخلية قبل إرساله للخروج من الخلية البكتيرية. تحرر هذه المعالجة الجزء المحفز للجزيء “TcdB” الذي يمكن أن يتلف الخلية المضيفة. استطاع العلماء تعطيل الجينات المسؤولة عن هذه العملية، ليخلقوا طفرات غير معالجة من “TcdB”. ثم اختبروا كل من جزيء ” TcdB ” العادي (wild-type) و الغير معالج (الناتج عن تعطيل الجينات) لمعرفة تأثيرها على الخلايا البشرية (بإستخدام خلايا معيارية “HeLa cells”، وخلايا من قولون الإنسان). على عكس المتوقع كانت كل أشكال “TcdB” قادرة على قتل الخلايا البشرية. هذا يشير إلى أن المعالجة الداخلية غير مطلوبة لجعل “TcdB” قاتلا.
يشير العلماء أنه بينما التراكيز المنخفضة من “TcdB” تؤدي للإعتلال الخلوي (cytopathic effect) أي أنها تدمر الخلايا مما يؤدي إلى موتها المبرمج، فان تراكيز عالية من “TcdB” تؤدي الى التسمم الخلوي (cytotoxic effect) و بالتالي قتل الخلايا من دون التسبب في موت الخلايا المبرمج “apoptosis”. بعد تبيان النتائج في المختبر فإن ذات التأثير سيختبر في الأنسجة الحية، وذلك بإستخدام أنسجة قولون الخنزير (في التجارب الحيوية تتم التجارب أولاً خارج الكائنات الحية “in vitro” ثم يتم تطبيقها على الكائنات الحية “in vivo”). وقد تبين عدم وجود أي فرق كبير بين النوع الطبيعي و المهجن من البكتيريا، فلا يحتاج السم معالجة داخلية في البكتيريا ليسبب تلف الخلايا البشرية.
على الرغم من أن النتائج تبدو سلبية حالياً، لكن من المهم جداً في بحوث الأمراض استكشاف آثار السموم، واستبعاد ما لن يكون مفيدا للكشف عن العلاجات المضادة للبكتيريا في المستقبل. في هذه الحالة، فإن أي مضادات حيوية (antibiotic) تستهدف عملية معالجة “TcdB ” لن تكون ذات فائدة، على الرغم من أنها ستحول دون معالجة الجزيء إلا أنها لن توقف البكتيريا من التسبب في الضرر.
تدقيق : هنادي العنيس
نقاش
Powered by Facebook Comments