في الوقت الّذي تندّد فيه وسائل الإعلام بانتظام الإستهلاك المفرط لمضادات الإكتئاب، يتّجه الباحثون إلى بدائل طبيعيّة وأقل تكلفة لمكافحة الآثار الضارّة للإكتئاب. و تشير بعض الدراسات الحديثة إلى أنّ ممارسة الرياضة البدنيّة (ممارسة الرياضة أو المشي ببساطة)، أو الإهتمام بالحديقة، أو حتّى الأعمال المنزليّة لها آثار على الرفاه النفسيّ. فممارسة إحدى هذه النشاطات لمدة 20 دقيقة فقط في الأسبوع تكفي لتحسين صحتنا العقليّة.
فالأعمال المنزليّة تساعد على تعزيز الصحة النفسيّة. لماذا؟ كيلي لامبرت، عالمة الأعصاب الأميركيّة، تعتقد أنّها وجدت الجواب على هذا السؤال. وهي تعتمد في تحليلها على واقع أنّ الإكتئاب عند أجدادنا كان أقل ّشيوعا مما هو عليه اليوم، رغم أنّ حياتهم اليوميّة كانت أكثر صعوبة. و قد كان أجدادنا يبذلون جهداً كبيراً من أجل العيش. فدماغ الإنسان مبرمجٌ لتقديم “مكافأة متصلّة بالجهد،” من خلال تطوير دوائر تربط “الأفكار الموجّهة نحو هدف ” إلى الجهد البدني المتّصل بتحقيق هذا الهدف والفرح الّذي يؤدي إليه. لكنّ اليوم، مع سهولة حياتنا الماديّة (الغسالات وغسالات الصحون والأطباق)،لم يعد الإجهاد الذاتيّ يحفّز بشكل كافي هذه الدوائر، مما يؤدّي إلى نقص في الرّضا عن النفس ، وبالتّالي زيادة التعرّض للإكتئاب.
و في الفترة الحاليّة، يوصي الأطباء و المعالجون بممارسة الرياضة الجسديّة لمكافحة الإكتئاب. من هذا المنطلق يمكننا أن نتساءل ما إذا كانت الأعمال المنزليّة ستصبح قريباً علاجاً ينصح به الأطباء. فقد تبيّن أنّ الأعمال المنزليّة ليست مفيدة لمنازلنا فقط، بل لمعنوياتنا أيضاً!
المصدر: http://www.scienceshumaines.com
ترجمة: ميريام فياض- فريق عمل مترجم
نقاش
Powered by Facebook Comments