غرف الدردشة، المنتديات، ومواقع التواصل الاجتماعي .. هذه المواقع وغيرها ، من المفروض أن تساعد الذين يعانون من نقص التقدير الذاتي على التواصل مع غيرهم .
لكن ، وكما تشير الأبحاث، سلبية الشخص قد تتعداه إلى لوحة مفاتيحه ، وقد تجعل منه شخصا غير محبوب ، مسقطا بذلك مخاوفه الحقيقية على العالم الافتراضي .
الدراسة أجرتها مجموعة من العلماء في كلية علم النفس في جامعة وترلو في الولايات المتحدة، ستنشر قريبا في مجلة جمعية علم النفس .”نحن مهتمون بشكل كبير في الكيفية التي يؤثر بها التقدير الذاتي للشخص على علاقاته مع الآخرين.” تقول أماندا فورست احدى الكتّاب المشاركين في البحث.
” نعتقد أن الفيسبوك يشكل بيئة ملائمة لدراسة كشف الناس لذواتهم.” قد تظن في بادئ الأمر أن الإنسان الخجول يميل إلى إبراز مشاعره وأحاسيسه لأقرب الناس إليه بدل نشرها للمئات من الناس على الويب ، لكن الواقع يُثبت عكس ذلك .”ذوو التقدير الذاتي الضعيف يحسّون بأراحة أكبر عند التحدث عن مشاعرهم في بيئة تقل فيها نسبة الخطر وهذا ما يجعلهم يميلون إلى مشاركتها على الويب بدل الحديث عنها بشكل شخصي ” تقول فوريست.
وتردف قائلة :” أظن أن الأشخاص ذوي التقدير الذاتي الضعيف يفضلون التحدث عن أنفسهم في موقع الفيسبوك – رغم أن هذا يعني المشاركة مع مئات من الغرباء – إلا أنه يعطي إحساسا بالأمان ، ويقلص خطر التعرض للمداخلات المحرجة ، ويوفر ميزة عدم ملاحظة ردة الفعل التلقائية للقراء.”
في هذا الصدد، أجرت فورست وفريقها ثلاث دراسات .
في الدراسة الاولى ، قام 80 طالب جامعي بملء استجوابات تتعلق بتقديرهم الذاتي ، ما هي فكرتهم عن الفيسبوك وعن مدى شعورهم بالأمان عند التحدث عن ذواتهم من خلاله.
تبين أن الطلاب الذين يعانون من نقص التقدير الذاتي يعتبرون الفيسبوك بيئة أكثر أمان للتعبير عن مشاعرهم .
في الدراسة الثانية ، قام الباحثون بتحليل الوقت الذي يقضيه المستخدون على الفيسبوك وكذا التحديثات التي يجريها 177 مستخدم معدلهم العمري 20 سنة لملفاتهم الشخصية .
كما قام الباحثون بتوظيف طلاب جامعيين (غير معنيين بالدراسة ) ممن يملكون حساب فيسبوك وذلك من أجل معاينة تحديثات المستخدمين و تقييمها في سلم الايجابية أو السلبية . تبين ان ذوي التقدير الذاتي الضعيف يميلون أكثر لكتابة “ستيتس” اعتبره الطلاب “غير ايجابي” ويمبل أكثر إلى السلبية. وكنتيجة لذلك ، تعتبر هذه الفئة من الناس الأقل شعبية ومحبوبية.
أما الدراسة الثالثة فكذلك اهتمت بتحليل تحديثات البروفايل لمجموعة من المستخدمين الشباب ، مع الأخذ بعين الاعتبار الفرق بين ردود فعل الأصدقاء والغرباء .أثبتت هذه الدراسة أن الأصدقاء يميلون إلى تجاهل المشاركات السلبية، وتقدير المشاركات الايجابية . في نفس الوقت، الأشخاص الذين يتميزون عموما بالايجابية، يلفتون انتباه الأصدقاء بتعليقاتهم السلبية.
يتساءل الباحثون لما يصرّ ذوو التقدير الذاتي الضعيف على الاستمرار في التصرف بنفس الكيفية رغم علمهم بأن تصرفهم هذا لا يعطي أي فوائد اجتماعية ترجى.
تقول فورست:” سنقوم كذلك باكتشاف ما إذا كان التعبير عن الأحاسيس السلبية على صفحات الفيسبوك (وعلى الأرجح تلقي رسائل الدعم من الاصدقاء) يعني أن الناس لا يحتاجون إلى التعبير عن أنفسهم لمعارفهم في الحياة الواقعية شخصيا، وبالتالي تجنيبهم بعضا من العبء الثقيل الذي يتطلبه تقديم الدعم المعنوي.وهذا ما قد يعتبر ميزة تحسب للفيسبوك فيما يخص التعبير عن المشاعر السلبية .
———————————-
المصدر : http://www.elements-science.co.uk
الكاتب : Attilia Burke
المترجم : شيخي محمد رمزي من الجزائر – فريق مترجم
نقاش
Powered by Facebook Comments