ترجمة : ابراهيم رشاد ابو الهنا – فريق عمل مترجم
لمتابعة الجزء الأول من هنا
• المشي مقابل الجلوس
لا يقتصر الشعب الياباني على اتباع نمط غذائي جيد ، ولكنهم يمارسون الوقوف والمشي أكثر من أي انسان أميركي عادي. في أميركا، معظم الناس يميلوا إلى السواقة حيثما توجهوا. وبعد ذلك يعودون إلى الجلوس لفترات طويلة.
• الذهاب والإياب للعمل:
طائفة كبيرة من الشعب الياباني تمارس المشي، وقيادة الدراجة، أو تستقل القطار إلى العمل (أو اإلى أي مكان آخر يعزمون الذهاب إليه). تعتبرقيادة السيارات نوعاً من الترف، وأنه من السهل أن تعتاد على أن تستقل القطار حيثما توجهت حيث أنه (يشكل نظاماً رائعاً). وهذا يعني أن الشعب الياباني يبقى واقفاً لفترات طويلة من النهار، سواء كان بالمشي / ركوب الدراجات إلى محطة القطار، أو الوقوف في القطار لتعذر توفر مكان للجلوس. هناك الكثير من الدراسات التي أجريت تبين قوة الترابط بين المدة التي يجلسها المرء كل يوم واحتمالية الموت المبكر.
وفي الأساس، إذا كنت تمارس الوقوف أكثر كل يوم، فهذا على الأرجح سيمنحك في نهاية المطاف فرصة للعيش اطول. يعتبر الوقوف والمشي في اليابان شيئان ضروريان، بينما يتطلب الأمر في أمريكا أن تخرج عن نمط حياتك اليومي لتحقيق ذلك. إذا كنت تريد أن تعيش لفترة أطول، فحاول الوقوف لبضع ساعات كل يوم. وربما لا يمكن اعتبار المدير التنفيذي لشركة كانونCanon – سيئاً من خلال مساعدة موظفيه أن يعيشوا حياة أطول ( وذلك من خلال إجبارهم تشغيل آلات النسخ واقفبن)
• جلوس القرفصاء أو الإقعاء عند قضاء الحاجة (التبرز) :
يبدو جلياً أن قضاء الحاجة بوضعية القرفصاء ذو فائدة صحية كبيرة. وبالرغم من أن هذه الطريقة أخذت بالتلاشي تدريجياً، إلا أن الكثير من المراحيض اليابانية تتطلب منك أن تجلس القرفصاء عند قضاء الحاجة، وهذا بلا شك له فوائده الصحية الخاصة (حتى لو استدعى ذلك بعض التدريب). وعلى ما يبدو (وأنا لن أسهب بالتفاصيل هنا) أن قضاء الحاجة بوضعية القرفصاء يساعد الجهاز الهضمي ويساعدك في تجنب الإصابة بالبواسير. بينما يعتبر مرض البواسير شائعا ًجداً في الدول الغربية، إلا أنه يكاد يكون معدوماً في الدول الآسيوية التي تعتمد وضعية القرفصاء . والطريف في الأمر أنهم في العام 1978 أعدوا للرئيس الأمريكي جيمي كارتر مرحاضا ًتقليديا ًحيث كان يعاني بشدة من البواسير . أنا لا أريد أن أسهب كثيراً في هذا الموضوع . إذا كنت ترغب في قراءة المزيد ، يمكنك زيارة الموقع التالي:
http://www.slate.com/articles/health_and_science/science/2010/08/dont_just_sit_there.html
• ما الذي ينبغي القيام به؟
إنه من الصعب بمكان أن تقضي حاجتك جالساً القرفصاء مع وجود المرحاض الغربي الحديث، ولكنك بالتأكيد يمكنك ممارسة الوقوف والمشي في كثير من الأحيان. على الأقل ، حاول أحيانا ً الوقوف أثناء العمل (بدلا ًمن الجلوس). من شان الوقوف مساعدتك على البقاء في صحة جيدة ويمنحك فرصة العيش حياة أطول. وعلينا أن ندرك بأننا لم نخلق لنبقى جالسين طوال اليوم.
• النظافة
تعتبر اليابان على الأرجح واحدة من أنظف الدول في العالم. وقد يقترب الإهتمام بالنظافة إلى درجة الهوس في بعض الأحيان. ليس هناك أدنى شك في أن النظافة تؤدي إلى الصحة (لقد تعلمنا ذلك بأيام انتشار مرض الطاعون العظيم). إذا كنت تعيش في منزل نظيف، وتغسل يديك، يجب أن تكون على ما يرام. أن عادة غسل اليدين واإاستحمام تبدوا وكأنها ليست النمط الثقافي السائد في أمريكا (مع اختلاف المنطقة التي تعيش بها)، ولكن المحافظة على النظافة ومعاشرة الناس النظيفين يجعل منك انساناً أكثر صحة ويمنحك فرصة التعمير طويلاً وتساعدك بالتالي تجنب الإصابة بالمرض (وخصوصاً عندما يتقدم بك العمر).
ماذا يمكنك القيام به: ببساطة، اغسل يديك.
• الأسرة والمجتمع: رعاية الجدة (وأحياناً الجد)
في اليابان، يفترض أن الابن الأكبر هو من يتولى مهام رعاية الوالدين عندما يهرمون. والوالد (الوالدين) الذين يعيشون مع ابنهم الأكبر عادة ما يساعدوا في بعض الأعمال حول المنزل (إلى أن يبلغوا من العمر عتياً، على ما أظن).
وعلى الرغم من أن هذا بدأ يتلاشى تدريجيا ً، إلا أنه ما زال حقيقة ماثلة للعيان. إن وجود الأبن والأحفاد بالقرب من الجد والجدة يعتبر حافزاً نفسياً رائعاً لهم ويمكنهم من العيش حياة أطول والتمتع بوقتهم مع أسرتهم. بالإضافة إلى ذلك، ولكونهما يساعدان في بعض الأعمال حول المنزل، فإن هذا يعني أنهم يتحركون (المشي مهم، أليس كذلك؟)، يقومون بالأعمال ويبقون نشيطين. وعلى الرغم من قلة الأدلة لدي ، إلا أنني أرى أنه شيءٌ مبهج ورائع أن تكون رجلاً مسناً في اليابان . أما أن تكون هرما ًوتعيش في دار المسنين فهذا حتماً يؤدي إلى الاكتئاب.ويقود حتماً إلى فقدان الرغبة في العيش طويلاً.
• السمر، تناول المشروبات والتواصل الإجتماعي:
أنا لا أقول أن تناول المشروبات هو شيء جيد لصحتك. ولكن العشرة والمخالطة الإجتماعية المرتبطة به هي السبب. في اليابان، عندما يتعلق الأمر بالعمل. فإنه غالباً ما يتطلب من الموظفين الخروج والإختلاط مع الآخرين وتناول المشروبات والاستمتاع بفترة ما بعد العمل. وعلى الرغم من أن هذا السلوك عادة ما يكون على حساب الوقت المخصص للنوم ( وهذا ربما يتناقض من يريد أن يعيش طويلاً).
في الحقيقة يعتبر التواصل الإجتماعي أمراً مهما لصحتك النفسية. وكلما كان ذلك التواصل جيدا،ً كلما استمتعت بحياتك و واصلت العيش أكثر. و من شأن هكذا تواصل أن يمكنك من تكوين صداقات والتعرف على عدد أكبر من الناس وانشاء شبكة علاقات اجتماعية وهلم جراً. وهذا يعني أنك ستزيد رصيدك من الأصدقاء عندما يتقدم بك العمر لاحقاً. وببساطة ، فإننا نقبل على الحياة بقدر استمتاعنا بها.
ما الذي يمكنك القيام به؟ :
على الرغم من أنك ربما لا يمكنك إجبار أبنائك أن يأووك في بيوتهم عندما تكبر، إلا أنه بإمكانك الخروج من هناك وتكوين صداقات. وكلما كان تواصلك الإجتماعي أفضل فسيكون شعورك حيال الحياة أفضل وستلقى المزيد من الدعم الإجتماعي سيكون لاحقاً.
كيف نعيش طويلاً؟
إذا كنت تريد أن تعمر طويلاً، فكل ما عليك القيام به هو أن تغيير قليلاً من نمط حياتك. وهذا يأتي من تناولك للأطعمة الصحيحة، ولكن يجب أن لا ننسى أن تقف قليلاً (حتى لو كان ذلك يعني الوقوف في مكتبك أثناء العمل، أو اختلاق أي شيء آخر). فالشعب الياباني لا يعيش طويلاً لأن لديهم جينات أفضل – ولكنه ببساطة إنهم يتبعون نمط حياة مميز، والأمر كله في نهاية المطاف خيار (أو، بالنسبة لهم، هي ثقافة، وهذا ما يجعله يبدو أسهل). وأنت كذلك يمكنك إحداث تحولات في نمط حياتك، وتزيد متوسط حياتك ما بين 5-10 سنوات. إن المسنين اليابانين لديهم طاقة أكثر بكثير بالمقارنة مع كبار السن في أمريكا (وهذا مجرد ملاحظة، وليس حقيقة). وانني أعتقد أنهم على صواب.
فلتحيا اليابان
تدقيق : هنادي العنيس فريق عمل مترجم
نقاش
Powered by Facebook Comments